بعد أن قضم «ستيف جوبز» التفاحة فألهمته شعار أغلى شركة فى التاريخ، صارت التفاحة المقضومة أمل وقبلة شباب العالم الذى يريد أفضل وظيفة فى العالم، مهندس بشركة «أبل» التى تجاوزت القيمة السوقية لها الـ623مليار دولار، لتتخطى آخر مستوى سجلته شركة مايكروسوفت قبل أكثر من عشرسنوات!

عندما قرأت هذا الرقم المرعب جحظت عيناى، وفركتهما لمزيد من التأكد أننى لست فى حلم، ولكن العين الجاحظة كادت تبكى ويصيبها الرمد الربيعى عندما قرأت الخبر الملاصق لمعجزة أبل وهو خبر قرض مصر من البنك الدولى والبحث عن فتوى شرعية لتسول مليارين ونصف! ياللهول وياللعار، تساءلت: متى تتعلم مصر من أبل التى فقدت مؤسسها العبقرى جوبز وتخيل الناس أنها ستموت بعده ولكنها لم تمت بل على العكس زادت نمواً وقوة وتأثيراً بواسطة الرجل الثانى الذى هو كائن منقرض فى وطننا الغلبان؟ متى تتعلم مصر أن الحلم لا يموت وأن حرية الخيال هى مفتاح التقدم والحضارة؟ متى تتعلم أن تقضم تفاحة التقدم بدلاً من أن تبحث عن نقوش وشخبطات وهمية على قشرتها ترسم لفظ الجلالة وتؤكد أن شعوبنا العربية الغلبانة هى أفضل شعوب على الأرض وأن ما عداها من البشر هم كورس ردىء وجوقة من الكفرة سخرهم الله لخدمتنا؟!

قارن هذا الرقم المهول لشركة أبل بميزانية مصر كلها بشركاتها ومصانعها وغيطانها وإخوانها ونورها ووفدها وتأسيسيتها وجيشها وشرطتها... إلخ، هى 516 مليار جنيه (وليس دولاراً) كما أعلنها الجنزورى قبل أن يترك رئاسة مجلس الوزراء! منها 126‏ مليار جنيه للأجور.. وبعجز يقدر بنحو 170مليار جنيه! اقرأوا هذه الأرقام والطموا على خدودكم بجميع شباشب قارات العالم ومجرات الكون! اقرأوا الرقم التالى واكتموا صرخاتكم

وعويلكم على حال من يتسول ثلاثة أرباع خبزه من أمريكا ويصرخ شيوخه من على المنابر: اللهم احرق أمريكا! ارتفع سهم أبل بنسبة 2٫3% لتصل قيمته إلى 662٫73 دولار، قارئى العزيز أرجوك ادخل على موقع

http://brandirectory. com/league_tables/table/global-500-2012 واقرأ عن أهم وأغلى خمسمائة علامة تجارية فى العالم وبالطبع وبديهى جداً ليست فيها أى علامة مصرية، شاهد واندهش، أبل وجوجل ومايكروسوفت وآى بى إم فى البداية كالعادة، لكنى أريدك أن تنظر إلى أسماء عجيبة لا يمكن أن تتخيل أنها تتفوق على ميزانيات بلاد بأكملها مثل «نايكى» للملابس الرياضية أو «والت ديزنى» التى تحتل المركز الخمسين! وحاول أن تتابع أخبار قضية أبل ضد سامسونج لتعرف نوعية القضايا التى يعيشها العالم المتحضر وينشغل بها فى ظل التنافس الاقتصادى الحقيقى بعيداً عن قضايا توفيق عكاشة وفراعينه وصبرى نخنوخ وأسوده! فقد سجلت شركة «أبل» الأمريكية نصراً قضائياً شاملاً على شركة «سامسونج» الكورية الجنوبية بعد أن وجدت هيئة محلفين أمريكية أن الأخيرة قامت بنسخ خصائص دقيقة لجهازى «آى فون» و«آى باد»، ومنحت الشركة الأمريكية تعويضاً قيمته أكثر من مليار دولار!

يا ترى يا هل ترى، سنتعلم من شركة أبل مشروع النهضة الحقيقى وليس المضروب؟!